تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَلَا يَحۡزُنكَ قَوۡلُهُمۡۘ إِنَّ ٱلۡعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًاۚ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (65)

وقوله تعالى : ( وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ ) يحتمل ( قولهم ) ما قالوا في الله ما[ في الأصل وم : بما ] لا يليق به من الولد والشريك ؛ يقول : لا يحزنك ذلك ( إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ) ويحتمل قوله : ( ولا يحزنك قولهم ) الذي قالوا في القرآن : إنه سحر ، وإنه مفترى ، أو [ الذي ][ ساقطة من الأصل وم ] قالوا في رسول الله : إنه ساحر ، وإنه يفتري على الله كذبا .

ويشبه أن يكون قوله : ( ولا يحزنك قولهم ) مكرهم الذي مكروا به وكيدهم الذي كادوه . ويؤيد ذلك قوله : ( إن العزة لله جميعا ) أي إن العزة في المكر والكيد لله ، وهو كقوله : ( وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا )[ الرعد : 42 ] ؛ أي مكره ينقض مكرهم ، ويمنعه ، وكيده يفسخ كيدهم .

فعلى ذلك قوله : ( إن العزة لله جميعا ) أي ينقض جميع ما يمكرون /232-أ/ بك ، ويكيدون لك . والعزة القوة . يقول : إن القوة لله ؛ ينصرك على أعدائك ، يدفع عنك كيدهم ومكرهم الذي هموا بك ( هو السميع العليم ) لقولهم الذي قالوا ( العليم ) بمصالحهم ، أو ( السميع ) المجيب للدعاء ( العليم ) بما يكون منهم .