الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَرۡسِلۡهُ مَعَنَا غَدٗا يَرۡتَعۡ وَيَلۡعَبۡ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ} (12)

قوله : { قالوا يا أبانا مالك لا تامنا على ( يوسف ) {[33694]} وإنا له لناصحون } إلى قوله {[33695]} { لخاسرون }[ 11-14 ] .

وقرأ يزيد بن القعقاع ، وعمرو بن عبيد : ( تأمنا ) بغير إشمام {[33696]} .

وقرأ طلحة بن مصرف {[33697]} ( تَأمَنَنَّا ) بنونين ظاهرتين {[33698]} .

وقرأ يحيى {[33699]} بن وثاب {[33700]} ، والأعمش ، وأبو رزين {[33701]} تيمنا بتاء مكسورة بعدها ياء الإدغام {[33702]} . والمعنى : مالك لا تأمنا على يوسف يخرج معنا إذا خرجنا إلى الصحراء {[33703]} .

{ وإنا له لناصحون أرسله معنا } إلى قوله { لحافظون {[33704]} }[ 11-12 ]

( نحوطه ونكلؤه ) {[33705]} . ومن قرأ ( نرتع بالنون ، وكسر العين {[33706]} ، فمعناه : نرتع الغنم والإبل . وهو نفعتل من رعى ( يرعو ) {[33707]} .

وقال مجاهد : نرتع : أي : نحفظ بعضنا بعضا ، أي : نتحارس ، ونتكالؤ {[33708]} .

من : رعاك الله ، ومن أسكن العين {[33709]} فمعناه : نقيم في الخصة والسعة ، من رتع . يقال : رتع فلان في ماله {[33710]} : إذا لهى فيه {[33711]} {[33712]} .

ومعناه عند ابن عباس : يلهو ، وينبسط {[33713]} .

ومن قرأ بالياء ، وكسر العين {[33714]} ، فهو يفتعل من ( رعى ) أي : يرعى الغنم ، ويعقل ، ويعرف الأمور .

ومن أسكن العين {[33715]} ، وقرأ بالياء {[33716]} ، فمعناه : أرسله يتفرج ، وينشط {[33717]} في الصحراء {[33718]} : من رتع .

وقولهم : { يلعب } ليس هو اللعب الصاد {[33719]} عن ذكر الله سبحانه {[33720]} . وروي عن قُنْبُل {[33721]} ، عن ابن كثير إثبات {[33722]} الياء في ( نرتعي ) {[33723]} ، على نية الضمة {[33724]} فيها ، وفيه بعد . وإنما يجوز في الشعر {[33725]} .


[33694]:ساقط من ط.
[33695]:ط: مطموس.
[33696]:ق: السمام. وقد قرأ بها الحلواني عن قالون أيضا. انظر: إعراب النحاس 2/316، والمبسوط 244-245، وشواذ القرآن 67، وزاد نسبتها في المحرر: 9/259 إلى الزهري.
[33697]:ق: مصروف.
[33698]:انظر هذه القراءة الشاذة في: إعراب النحاس 2/316، ومعاني الزجاج 3/94، والمحرر 9/256، وعزاها في شواذ القرآن 67 إلى الأعمش.
[33699]:ط: مطموس.
[33700]:هو يحيى بن وثاب الكوفي، إمام، ثقة في القراءة، روى عن ابن عمر، وابن عباس، وحدث عنه الأعمش وسواء (ت 103 هـ) انظر: طبقات ابن سعد 6/299، والغاية 2/380.
[33701]:هو مسعود بن مالك، ويقال ابن عبد الله، مقرئ، كوفي، روى عن ابن مسعود، وعلي، وعنه: الأعمش. انظر: الغاية 2/296.
[33702]:انظر هذه القراءة الشاذة في: معاني الفراء 2/38، ومعاني الزجاج 3/94، وإعراب النحاس 2/316، ووردت في شواذ القرآن 67 بفتح الطاء، وانظر: المحرر 9/256 وكلهم عزوها إلى يحيى بن وثاب فقط.
[33703]:انظر هذا المعنى في: جامع البيان 15/568.
[33704]:ساقط من ط.
[33705]:وهو تفسير الطبري في المصدر السابق.
[33706]:وهي قراءة تفرد بها ابن كثير. انظر: السبعة 345، وإعراب النحاس 2/317، والمبسوط 245، ونسبها أيضا في الحجة 356 إلى نافع. وهو خطأ لأن قراءة نافع بفتح الياء وكسر العين. انظر: الكشف 2/6، والتيسير 128، والمحرر 9/257.
[33707]:ساقط من ط.
[33708]:انظر هذا القول في: تفسير مجاهد 393، وجامع البيان 15/572.
[33709]:وهي قراءة أبي عمرو، وابن عامر بالنون فيهما، وإسكان العين، والباء انظر: جامع البيان 15/569، والسبعة 346، وإعراب النحاس 2/217، والمبسوط 245، والتيسير 128، والمحرر 9/256.
[33710]:ق: علان فيما له.
[33711]:انظر: اللسان: رتع.
[33712]:ساقط من ط.
[33713]:ق: نلهوا وتنبسط – ط: تلهوا وتنبسط وانظر هذا الخبر في: جامع البيان 15/570-571، وفيه: عدة أخبار بنفس المعنى، رويت عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك، والسدي.
[33714]:وهي قراءة أهل المدينة: نافع، ويعقوب، انظر: جامع البيان 15/569، والسبعة 345، وإعراب النحاس 2/317، والمبسوط 245، والمحرر 9/257.
[33715]:ط: الغين.
[33716]:وهي قراءة أهل الكوفة: عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، ورويس عن يعقوب انظر: السبعة 346، وإعراب النحاس 2/317، والمبسوط 245 والحجة 356.
[33717]:ق: وسيشص.
[33718]:ق: السحراء.
[33719]:ق: الصد.
[33720]:ساقط من ق.
[33721]:ق: قتيد: وقنبل هو: أبو عمر، محمد بن عبد الرحمن المخزومي المكي، الملقب بقنبل، شيخ قراء الحجاز، أخذ عن النبال، وعنه: أبو ربيعة (ت 291 هـ) انظر: الغاية 2/165-166.
[33722]:ق: تبات.
[33723]:ط: ترتعي. انظر: هذه القراءة في: المحرر 9/258، والنشر 2/293، وعزاها في المبسوط 245: إلى: الهاشمي، عن القواس.
[33724]:ط: الصمت.
[33725]:انظر: المحرر 9/258.