{ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً } أي : إلى الصحراء التي أرادوا الخروج إليها ، و{ غدا } ظرف ، والأصل عند سيبويه غدوة ، قال النضر بن شميل : ما بين الفجر وطلوع الشمس يقال له : غدوة ، وكذا يقال له بكرة { نرتع وَنَلْعَبُ } هذا جواب الأمر . قرأ أهل البصرة وأهل مكة وأهل الشام بالنون وإسكان العين ، كما رواه البعض عنهم . وقرءوا أيضاً بالاختلاس ، وقرأ الباقون بالنون وكسر العين . والقراءة الأولى مأخوذة من قول العرب : رتع الإنسان أو البعير : إذا أكل كيف شاء ، أو المعنى : نتسع في الخصب ، وكل مخصب راتع ، قال الشاعر :
فارعى فزارة لا هناك المرتع *** . . .
ترتع ما رتعت حتى إذا ادّكرت *** فإنما هي إقبال وإدبار
والقراءة الثانية مأخوذة من رعي الغنم . وقرأ مجاهد وقتادة : ( يرتع ويلعب ) بالتحتية فيهما ، ورفع يلعب على الاستئناف ، والضمير ليوسف . وقال القتيبي : معنى { نرتع } نتحارس ونتحافظ ، ويرعى بعضنا بعضاً ، من قولهم : رعاك الله أي : حفظك ، و{ نلعب } من اللعب . قيل لأبي عمرو بن العلاء : كيف قالوا ونلعب وهم أنبياء ؟ فقال : لم يكونوا يومئذٍ أنبياء ، وقيل : المراد به اللعب المباح من الأنبياء ، وهو مجرّد الانبساط ، وقيل هو اللعب الذي يتعلمون به الحرب ، ويتقوّون به عليه كما في قولهم : { إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ } لا اللعب المحظور الذي هو ضدّ الحق ، ولذلك لم ينكر يعقوب عليهم لما قالوا : ونلعب ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لجابر : ( فهلاَّ بكراً تلاعبها وتلاعبك ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.