تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ قَالَ ءَأَسۡجُدُ لِمَنۡ خَلَقۡتَ طِينٗا} (61)

الآية61 : وقوله تعالى : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا } قوله : { أأسجد }أي لا أسجد كقوله : { قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون }( الحجر : 33 )فدل هذا أن قوله : { أأسجد }معناه : أي لا أسجد .

ذكر في قصة إبليس ألفاظا مختلفة ؛ مرة { قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين } ( الحجر : 32 )وقال في موضع{ ما منعك ألا تسجد }( الأعراف : 12 ) وقال{[11032]} في موضع آخر : { قال يا إبليس ما منعك أن تسجد }( ص : 75 )ونحوه .

فجائز أن يكون ذكر على اختلاف الأحوال لا في حال واحدة . هذا من هذا على ما ذكر في قصة آدم من اختلاف الأحوال حين{[11033]} قال مرة { كمثل آدم خلقه من تراب }( آل عمران : 59و . . ) وقال مرة { من طين }( الأنعام2و . . ) ومرة { من صلصل }( الحجر : 26و . . )ونحوه .

وذلك إخبار عن أحوال تغيرات فيها . وجائز أن يكون ذلك بغير هذا اللسان ، فذكر ههنا بألفاظ مختلفة والزيادة والنقصان لأن اختلاف الألفاظ لا يغير المعنى .


[11032]:في الأصل و.م : حيث.
[11033]:في الأصل و.م : حيث.