الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰٓئِكَةِ ٱسۡجُدُواْ لِأٓدَمَ فَسَجَدُوٓاْ إِلَّآ إِبۡلِيسَ قَالَ ءَأَسۡجُدُ لِمَنۡ خَلَقۡتَ طِينٗا} (61)

ثم قال : { وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم } [ 61 ] .

المعنى : واذكر يا محمد إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ، فسجدوا إلا إبليس حسد آدم ، وسخر منه ، وقال : لا أسجد لمن خلقته من طين ، وأنا مخلوق من نار . والنار تأكل الطين . قال ابن عباس : بعث رب العالمين إبليس{[41363]} فأخذ من أديم الأرض من عذبها{[41364]} وملحها فخلق منه آدم [ صلى الله عليه وسلم ] . فكل شيء خلقه من عذبها{[41365]} فهو صائر إلى الجنة ، وإن كان ابن كافرين ، وكل شيء خلقه من ملحها ، فهوى صائر إلى النار ، وإن كان ابن نبيين{[41366]} .


[41363]:ق: "جبريل" وهو خطـأ، وفي جامع البيان أيضا "إبليس" وفيه " ومن ثم قال إبليس "أسجد لمن خلقه طينا" أي هذه الطينة أنا جئت بها".
[41364]:ق: عذابها.
[41365]:ق: عذابها.
[41366]:انظر: قول ابن عباس في جامع البيان 15/116.