تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَن يَرۡغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبۡرَٰهِـۧمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفۡسَهُۥۚ وَلَقَدِ ٱصۡطَفَيۡنَٰهُ فِي ٱلدُّنۡيَاۖ وَإِنَّهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (130)

الآية 130 وقوله تعالى : { ومن يرغب عن ملة إبراهيم } ثم اختلف في الملة : قيل الملة [ الدين : وقيل : الملة : السنة ]{[1617]} ، وقيل : [ الملة ]{[1618]} الإسلام ، وكله واحد ؛ و[ قد ]{[1619]} ذكرنا هذا في ما تقدم{[1620]} .

وقوله : { إلا من سفه نفسه } بما يعمل من عمل السفه . ويحتمل { إلا من سفه نفسه } [ أي بنفسه ]{[1621]} جهل نفسه ، فيضعها في غير موضعها .

[ وقوله ]{[1622]} : { ولقد اصطفيناه في الدنيا } بالنبوة والرسالة والعصمة . ويحتمل ما جزاهم في الدنيا بثناء حسن ، لم ينقص من جزائهم في الآخرة .

[ وقوله ]{[1623]} : { وإنه في الآخرة لمن الصالحين } في المنزلة والثواب . ويحتمل { لمن الصالحين } لمن المرسلين أن يكون بشره في الدنيا أنه كان من الصالحين في الآخرة ؛ فيكون في ذلك وعد له بصلاح الخاتمة كما وعد محمدا صلى الله عليه وسلم مغفرة /20-أا تقدم من الذنب وما تأخر . وفي ذلك أيضا وعد بصلاح الخاتمة ، والله أعلم ، فأخبر بما كان بشره . ويجوز تفاضلهم في الآخرة على ما كانوا عليه .


[1617]:- من ط م و ط ع. في الأصل: والدين السنة.
[1618]:- من ط م و ط ع.
[1619]:- من ط م و ط ع.
[1620]:- تفسير الآية: 102.
[1621]:- من ط م و ط ع.
[1622]:- من ط م و ط ع.
[1623]:- من ط م و ط ع..