تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبۡرَٰهِـۧمُ بَنِيهِ وَيَعۡقُوبُ يَٰبَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ} (132)

الآية 132 وقوله تعالى : { ووصى بها } يعني بالملة ، [ والملة ]{[1634]} تحتمل ما ذكرنا . [ وقوله ]{[1635]} : { ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين } وهو الإسلام ردا على قول أولئك الكفرة : ( إن إبراهيم كان على دينه ؛ لأن اليهود زعمت أنه كان على دينهم يهوديا ) ، وقالت النصارى : ( بل كان على النصرانية ) . وعلى ذلك [ كانوا لغيرهم يقولون ]{[1636]} : { كونوا هودا أو نصارى تهتدوا } [ البقرة : 135 ] . فلما ادعى كل واحد من الفريقين أنه كان على دينهم أكذبهم الله عز وجل في قولهم ، ورد عليهم ذلك{[1637]} ، فقال : [ قل ]{[1638]} يا محمد : { ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما } [ آل عمران : 67 ] . فعلى ذلك قوله :

{ اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون } : أخبر عز وجل أن دينه كان دين الإسلام ، وهو الذي اصطفاه له ، والدين{[1639]} الذي اختاروا هم من اليهودية والنصرانية لقوله تعالى : { أم للإنسان ما تمنى } [ النجم : 24 ] { فلله الآخرة والأولى } [ النجم : 25 ] : أي ليس له .


[1634]:- من ط م و ط ع..
[1635]:- من ط م و ط ع..
[1636]:- من ط ع، في الأصل: كانوا، في ط م: في ذلك.
[1637]:- في ط م: في ذلك.
[1638]:- ساقطة من النسخ الثلاث.
[1639]:- في ط م: لا الدين.