ثم قال تعالى( {[4173]} ) : ( وَمَنْ يَّرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ ) [ 129 ] .
أي : ومن يزهد في دين إبراهيم الحنيفية( {[4174]} ) المسلمة( {[4175]} ) إلا من سفه نفسه ورغب عن ملته . واتخاذ( {[4176]} ) اليهودية والنصرانية بدعة ليست من عند الله ، هذا معنى قول قتادة والربيع( {[4177]} ) .
وقيل : المعنى : ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا سفيه( {[4178]} ) جاهل بموضع حظ نفسه فيما ينفعها ويضرها في معادها( {[4179]} ) .
قال ابن زيد : " ( اِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ) : معناه من( {[4180]} ) أخطأ حظّه " ( {[4181]} ) .
ومذهب( {[4182]} ) الفراء أن " نفسه " منصوب على( {[4183]} ) التفسير مثل( {[4184]} ) " ضِقْتُ بِهِ ذَرْعاً " ( {[4185]} ) .
قال( {[4186]} ) : وهو من المعرفة كالنكرة ، ولا يجوز أن يكون التمييزعرفة عند البصريين ومثلها عنده( {[4187]} ) : ( بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا ) [ القصص : 58 ] . ولا يجوز عند الفراء التقديم( {[4188]} ) .
وقال الكسائي( {[4189]} ) وهو أحد قولي الأخفش( {[4190]} ) -/المعنى : إلا من سفه في نفسه ، فلما حذف الحرف نصب . ويُجيزان( {[4191]} ) التقديم( {[4192]} ) .
ومذهب أهل التأويل أن معناه : سفه نفسه . فهو( {[4193]} ) مفعول به( {[4194]} ) .
وقال يونس( {[4195]} ) : " أراها لغة " ( {[4196]} ) .
وقال أبو( {[4197]} ) عبيدة : " معناه : [ أهلك نفسه " ( {[4198]} ) .
ومذهب( {[4199]} ) ] البصريين( {[4200]} ) أنه مثل : " ضرب فلان الظهر( {[4201]} ) والبطن " أي : في الظهر( {[4202]} ) [ والبطن( {[4203]} ) ] فلا( {[4204]} ) حذف في نصبه( {[4205]} ) . كذلك معناه : سفه في نفسه ، ثم نصب لما حذف " في " ( {[4206]} ) .
" وقال الزجاج " : معناه( {[4207]} ) : جهل نفسه " فهو مفعول به عنده بجهل " أي : لم يفكر( {[4208]} ) في نفسه . فالسفه( {[4209]} ) والجهل سواء( {[4210]} ) .
وقيل : التقدير إلا من جهل رأي نفسه وقول نفسه ، ثم حذف ، مثل :
/( وَسْئَلِ القَرْيَةَ ) [ يوسف : 82 ]( {[4211]} ) .
وقيل : التقدير ، إلا من جهل قولُه نفسه ، ثم حذف المؤكد وأقام التوكيد( {[4212]} ) مقامه .
ثم قال ( وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ) [ 129 ] .
أي اخترناه للخلة والإمامة( {[4213]} ) .
[ ثم قال ]( {[4214]} ) . ( وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ) [ 129 ] .
أي : وإن إبراهيم صلى الله عليه وسلم( {[4215]} ) لمن المؤدين حقوق الله . وتقدير تعلق حرف الجر : " وإنه صالح ، في الآخرة ، لمن الصالحين " ، ثم حذف( {[4216]} ) .
وقيل : إنه متعلق بالصالحين ، والألف واللام ليستا بمعنى " الذي " ، ولكنه اسم على حدته( {[4217]} ) كالرجل والغلام( {[4218]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.