تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشۡرِي نَفۡسَهُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (207)

الآية 207 وقوله تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) ؛ يحتمل ( يشري نفسه ابتغاء ) أي يهلك نفسه ، أي يبيع نفسه في عبادة الله تعالى وطاعته ، فذلك شراؤه إياها ، ويحتمل ( يشري نفسه ابتغاء ) أي يبذل نفسه للجهاد في سبيل الله ، وهو كقوله : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) [ التوبة : 111 ] ؛ فهؤلاء بذلوا أنفسهم لذلك بتفضيل الله عز وجل يبذل الجنة لهم ، فهو [ الشراء ]{[2369]} ، والله أعلم ، وهو ما روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ألقى نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما هم المشركون قتله . وفيه دلالة أن أبا بكر [ الصديق ]{[2370]} رضي الله عنه كان أشجع الصحابة وأصلبهم ، وإن كان ضعيفا في نفسه ، لما لا يتجاسر أحد من الصحابة على مثله . وما روي [ أيضا ]{[2371]} انه خرج لمقاتلة أهل الردة وحده . فدل هذا كله أنه كان أشجعهم وأصلبهم في الدين . وقيل : إن هذه الآية نزلت في صهيب : ابتاع دينه بأهله وماله على ذلك .

وقوله : ( والله رؤوف بالعباد ) ؛ يحتمل إن أراد كل العباد ، وهو أن الكافر إذا أسلم ، وأخلص دينه لله ، يتغمده في رحمته ، ويقبل منه ذلك ، ويتجاوز عنه عما كان منه في الشرك والكفر ، والله أعلم . ويحتمل إن أراد بالعباد المؤمنين{[2372]} خاصة ، [ فهو ]{[2373]} رحيم بهم .


[2369]:- من ط ع، في م: الشرى، ساقطة من الأصل.
[2370]:- من ط ع.
[2371]:- من ط ع و م، ساقطة من الأصل.
[2372]:- من م، في الأصل و ط عك بالمؤمنين.
[2373]:- ساقطة من النسخ الثلاث.