الآية 207 وقوله تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) ؛ يحتمل ( يشري نفسه ابتغاء ) أي يهلك نفسه ، أي يبيع نفسه في عبادة الله تعالى وطاعته ، فذلك شراؤه إياها ، ويحتمل ( يشري نفسه ابتغاء ) أي يبذل نفسه للجهاد في سبيل الله ، وهو كقوله : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ) [ التوبة : 111 ] ؛ فهؤلاء بذلوا أنفسهم لذلك بتفضيل الله عز وجل يبذل الجنة لهم ، فهو [ الشراء ]{[2369]} ، والله أعلم ، وهو ما روي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه ألقى نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما هم المشركون قتله . وفيه دلالة أن أبا بكر [ الصديق ]{[2370]} رضي الله عنه كان أشجع الصحابة وأصلبهم ، وإن كان ضعيفا في نفسه ، لما لا يتجاسر أحد من الصحابة على مثله . وما روي [ أيضا ]{[2371]} انه خرج لمقاتلة أهل الردة وحده . فدل هذا كله أنه كان أشجعهم وأصلبهم في الدين . وقيل : إن هذه الآية نزلت في صهيب : ابتاع دينه بأهله وماله على ذلك .
وقوله : ( والله رؤوف بالعباد ) ؛ يحتمل إن أراد كل العباد ، وهو أن الكافر إذا أسلم ، وأخلص دينه لله ، يتغمده في رحمته ، ويقبل منه ذلك ، ويتجاوز عنه عما كان منه في الشرك والكفر ، والله أعلم . ويحتمل إن أراد بالعباد المؤمنين{[2372]} خاصة ، [ فهو ]{[2373]} رحيم بهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.