تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (37)

الآية 37 : وقوله تعالى : { لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم }هذا يحتمل وجهين :

أحدهما : لن يقبل الله تلك{[13082]} إلا ممن كان من أهل التقوى ، ولا يقبلها من أهل الكفر لأنهم كانوا ينحرون البُدن في الجاهلية على ما ذكرنا . فأخبر أنه لا يقبل ذلك إلا ممن كان من أهل التقوى . وهو كقوله : { إنما يتقبل الله من المتقين } ( المائدة 27 ) .

والثاني : أن يكون قوله : { لن ينال الله }أي لن يُرفع إلى الله إلا الأعمال الصالحة الزاكية وما كان بالتقوى . وأما ما كان ( بغير التقوى فلا ){[13083]} يُرفع ، ولا يصعد بها . وهو ما قال : { ولكن يناله التقوى منكم } .

وقال بعض أهل التأويل : ذكر هذا لأن أهل الجاهلية كانوا إذا نحروا البدن نضحوا بدمائها حول البيت ، ويقولون : هذا قُربة إلى الله . فأراد المسلمون أن يصنعوا صنيعهم فنزل : { لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم } : قد ذكرنا ما ذكرنا .

وقوله تعالى : { لتكبروا الله على ما هداكم } ( يحتمل وجهين :

أحدهما : ){[13084]} أي لتصفوا الله بالعظمة والكبرياء على ما هداكم من أسباب تسخير البُدن التي بها يوصل إلى الانتفاع ؛ إذ لولا ما هدانا الله ، وعلمنا من الأسباب التي بها تسخر ، وتذلل ، وإلا ما قدرنا على الانتفاع بها لقوتها وشدتها وصلابتها .

والثاني : بأن يكون {[13085]} قوله : { على ما هداكم } من أمر الدين والهدى .

وقوله تعالى : { وبشر المحسنين } يخرج قوله{ المحسنين }على وجوه : أحدها : المحسنون{[13086]} إلى أنفسهم ، ( والثاني : المحسنون ){[13087]} إلى إخوانهم . ( والثالث : ){[13088]} الذين حسنت أفعالهم ، وصلح عملهم ( فأما المحسنون{[13089]} ) إلى الله فلا يحتمل ، والله أعلم .


[13082]:؟؟؟؟
[13083]:؟؟؟؟؟
[13084]:ساقطة من الأصل وم.
[13085]:من م، في الأصل: يكونوا.
[13086]:في الأصل وم: محسنين.
[13087]:في الأصل وم: أو المحسنين.
[13088]:في الأصل وم أو.
[13089]:في الأصل: فإن المحسنين، في م: فأما المحسنين. 7 انظر معجم القراءات القرآنية ح 4/184 8 من م، في الأصل : جميع.