تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَٱلۡتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرۡعَوۡنَ لِيَكُونَ لَهُمۡ عَدُوّٗا وَحَزَنًاۗ إِنَّ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَٰطِـِٔينَ} (8)

[ الآية 8 ] وقوله تعالى : { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا } قال بعضهم : في الآية إخبار{[15228]} لأنهم لم يلتقطوه ليكون لهم عدوا وحزنا ، ولكن كان فيه إضمار أي التقطه آل فرعون ليتخذوه ولدا ووليا ، فكان لهم عدوا وحزنا إذ كبر [ أو كلاما ]{[15229]} نحو هذا .

وقال بعضهم : ذاك إخبار عما في علم الله أنه يكون ما ذكر ، معناه والله أعلم : التقطه آل فرعون ، فكان في علم الله تعالى أنه يكون عدوا وحزنا . وذلك جائز في اللغة . يقال : لدوا للموت ، وابنوا للخراب ؛ لا يلدون للموت ، ولا يبنون للخراب ، ولكن إخبار عما يؤول أمرهم في الآخرة ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين } ظاهر .

وفيه نقض قول المعتزلة من وجه : [ أن الله تعالى إنما يبقي الكفرة لما فيه صلاحهم . ثم قد بين أنهم كانوا خاطئين في ما مضى من عمرهم . والإبقاء على الخطإ كيف يكون أصلح ؟ ]{[15230]} .


[15228]:- في الأصل وم: إضمار.
[15229]:- ساقطة من الأصل وم.
[15230]:- من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.