تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ كِتَٰبٗا مُّؤَجَّلٗاۗ وَمَن يُرِدۡ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَن يُرِدۡ ثَوَابَ ٱلۡأٓخِرَةِ نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَاۚ وَسَنَجۡزِي ٱلشَّـٰكِرِينَ} (145)

الآية 145 وقوله تعالى{[4482]} : { وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله } يحتمل قوله : { إلا بإذن الله } أي لا يموت إلا بقبض المسلط على قبض الأرواح كقوله : { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم } ( السجدة 11 ) إن مات ، أو قتل ويحتمل { إلا بإذن الله } إلا بعلم الله { كتابا مؤجلا } قيل : وقتا مؤقتا لا يتقدم ، ولا يتأخر مات أو قتل ، ما لم تستوف رزقها وأجلها وقيل : { كتابا مؤجلا } أي مبينا{[4483]} في اللوح المحفوظ مكتوبا فيه .

وقوله تعالى : { ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها } أي أراد بمحاسن أعماله الدنيا { نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها } أي { ومن يرد } بأعماله الصالحات ومحاسنه { الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين } وهو كقوله : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها } على قدر ما قدر { وماله في الآخرة من نصيب } ( الشورى 2020 ) فكذلك هذا أيضا والله أعلم .


[4482]:في م: عز وجل.
[4483]:من م، في الأصل: بينا.