الآية 28 وقوله تعالى : { يريد الله أن يخفف عنكم } هذا . إنه خفف علينا ولم يحمل ما حمل على الأمم السالفة من ارتكبنا{[5368]} أو يقال : خفف عنا حين{[5369]} لم يستأصلنا ولم يهلكنا بالخلاف وترك الطاعة على ما استأصل أولئك وأهلكهم . ويحتمل التخفيف عنا أيضا ما خفف علينا من إقامة العبادات والطاعات من نحو الحج والجهاد وغيره حتى جعل القيام بذلك أخف على الإنسان وأيسر من قيامه بأخف العبادات والطاعات وأيسرها . وذلك من تخفيف الله عليما وتيسره ، وفضل{[5370]} منه ورحمة ، واله وأعلم .
وقوله تعالى : { وخلق الإنسان ضعيفا } يحتمل أن يكون أراد به الكافر كقوله تعالى : { إن الإنسان خلق من هلوعا } { إذا مسه الشر جزوعا } ( المعارج 19-20 ) وقد قيل : كل موضع ذكر الإنسان ( فيه ) {[5371]} فهو في كافر من ضعفه يضيق صدره وتمل نفسه بطول الترك في النعم حتى يضجر فيها . ويحتمل أنه أراد به الكافر والمسلم ، ووصفه في ابتداء حاله أنه كان ضعيفا كقوله { خلقكم من ضعف } ( الروم 54 ) ويحتمل وصفه بالضعف لأنه ضعيف في نفسه ملول{[5372]} منم الطاعات والعبادات التي جعل الله عليه ، ليس كالملائكة حين وصفهم أنهم لا يفترون { ولا يستحسرون } { يسبحون الليل والنهار لا يفترون } ( الأنبياء 19-20 ) ولا كذلك بنو آدم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.