الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمۡۚ وَخُلِقَ ٱلۡإِنسَٰنُ ضَعِيفٗا} (28)

قوله ( يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُّخَفِّفَ عَنكُمْ ) الآية [ 28 ] .

أي : يريد أن يوسع عليكم( {[12187]} ) في نكاح الفتيات المؤمنات عند عدم الطول ، وخوف العنت : ( وَخُلِقَ الاِنْسَانُ ضَعِيفاً ) أي لا يستطيع الصبر عن شهوة النساء .

وقرأ ابن عباس : وخلَق الإنسانَ بالفتح( {[12188]} ) أي : وخلق الله الإنسان ضعيفاً ، يعني ضعيفاً في أمر النساء لا يقدر على الصبر عن الجماع .

قال أبو محمد رضي الله عنه : وتخفيف الله ( تعالى )( {[12189]} ) عن( {[12190]} ) عباده أعظم من أن يحصى ، لم يكلفهم ما ليس في وسعهم ولا ما لا يطيقون ، وضاعف حسناتهم بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة مثل " وإذا همَّ بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له عشراً إلى سبعمائة ضعف ، وإذا همَّ بسيئة ولم يعملها لم يكتب عليه شيء وتكتب له حسنة ، وإن عملها كتبت سيئة( {[12191]} ) واحدة فإن( {[12192]} ) استغفر منها( {[12193]} ) محيت عنه( {[12194]} ) " وفضل الله ورأفته بخلقه أكثر من أن يحصى .


[12187]:- (أ) (د): يوسع له.
[12188]:- هي قراءة شاذة تنسب لابن عباس ومجاهد. انظر: مختصر الشواذ: 25.
[12189]:- ساقط من (أ) (ج).
[12190]:- (ج): على عباده.
[12191]:- (د): بسبية.
[12192]:- (أ) فإن الله استغفر منها.
[12193]:- (د): استغفرها منها.
[12194]:- خرجه البخاري في كتاب الرقائق 7/187 ومسلم في كتاب الإيمان 1/182 والدارمي في كتاب الرقائق 2/321، والطبراني في الصغير 1/180.