غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمۡۚ وَخُلِقَ ٱلۡإِنسَٰنُ ضَعِيفٗا} (28)

23

{ يريد الله أن يخفف عنكم } بإحلال نكاح الأمة وغيره من الرخص . { وخلق الإنسان ضعيفاً } فلضعفه خفف تكليفه ولم يثقل . أما ضعف خلقته بالنسبة إلى كثير من المخلوقات بل الحيوانات فظاهر ولهذا اشتد احتياجه إلى التعاون والتمدن والأغذية والأدوية والمساكن والملابس والذخائر والمعاملات إلى غير ذلك من الضرورات ، وأما ضعف عزائمه ودواعيه فأظهر ولهذا لا يصبر على مشاق الطاعات ولا عن الشهوات ولا سيما عن النساء . عن سعيد بن المسيب : ما أيس الشيطان من بني آدم قط إلاّ أتاهم من قبل النساء ، لقد أتى عليّ ثمانون سنة وذهبت إحدى عيني وأنا أعشو بالأخرى وإن أخوف ما أخاف علي النساء . عن ابن عباس : ثمان آيات في سورة النساء هي خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت . { يريد الله ليبين لكم } { ويريد الله أن يتوب عليكم } { يريد الله أن يخفف عنكم }{ إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه }[ النساء :31 ]{ إنّ الله لا يغفر أن يشرك به }[ النساء :48 ]{ إن الله لا يظلم مثقال ذرة }[ النساء :40 ]{ من يعمل سوءاً أو يظلم نفسه }[ النساء :110 ]{ ما يفعل الله بعذابكم }[ النساء :147 ] اللهم لا تحرمنا مواعيدك إنك لا تخلف الميعاد .

/خ30