فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يَشۡتَرُونَ ٱلضَّلَٰلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ ٱلسَّبِيلَ} (44)

ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل( 44 )

{ ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب } ؟ ألم ينته علمك ، أو : ألم تنظر إلى من أنزل على أنبيائهم كتب ربانية سماوية ؟ ! نالوا حظا وقسما من هذا الوحي الإلهي ؛ يقول بعض المفسرين : فأما الذين آمنوا بالكتاب كله فقد قبلوا العلم دون تبعيض ، كعبد الله بن سلام وأمثاله وفيهم نزل قول الحق سبحانه : ( . . قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) ( {[1418]} ) .

{ يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل } يختارون الذهاب عن الحق ، والميل إلى الغي ؛ قال الزجاج ما حاصله : والمراد تكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم لأغراضهم الفاسدة من أخذ الرشا ، وحب الرياسة ؛ ويحرصون على إضلالكم عن سبيل الرشد والهدى .


[1418]:سورة الرعد. من الآية 43.