تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَطَوَّعَتۡ لَهُۥ نَفۡسُهُۥ قَتۡلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصۡبَحَ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} (30)

وقوله تعالى : { فطوعت له نفسه قتل أخيه } قال القتبي : أي شايعته ، وانقادت له . و قال أبو عوسجة : { فطوعت له نفسه } أي أمرت ، وزينت له . وقال مجاهد : أي شجعته ، وأعانته ، وكله يرجع إلى واحد . وقوله تعالى : { فأصبح من الخاسرين } كقوله في آية أخرى : { فأصبح من النادمين } [ المائدة : 31 ] يحتمل وجهين : يحتمل أصبح تائبا لأن الندامة توبة ؛ وذلك أن من أذنب ذنبا ، فندم عليه ، كان ذلك توبة منه . فإن لم يكن توبة فتأول قوله : { فأصبح } أي يصبح في الآخرة { من النادمين } ، وهو كفوه تعالى : { وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله } [ المائدة : 116 ] أي يقول في الآخرة ، لا أن قال له . فعلى ذلك قوله تعالى : { فأصبح من النادمين } في الآخرة والله أعلم ، ويصبح من الخاسرين .