تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَسَبِّحۡهُ وَأَدۡبَٰرَ ٱلسُّجُودِ} (40)

الآية 40 وقوله تعالى : { ومن الليل فسبّحه وأدبار السجود } قوله ]{[19839]} : { وأدبار السجود } قال عامّة أهل التأويل : هما ركعتان بعد المغرب ، وجائز محتمل أن يكون { وأدبار السجود } ما ذكر في آية أخرى حين{[19840]} قال : { أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيّؤا ظلالُه عن اليمين والشمائل سُجّدا لله } [ النحل : 48 ] .

وتفيُّؤ الظلال إنما يكون بالنهار ، وهو تسبيح الظلال ؛ فمعناه : وسبِّحه وقت أدبار سجود تلك الظلال .

والذي أخبر أنه يتفيّؤ [ قال ]{[19841]} إنه يتفيُّؤه ، هو تسبيحه ، وهو ما ذكر في قوله تعالى : { ومن الليل فسبّحه وإدبار النجوم } [ الطور : 49 ] وإدبار النجوم ، هو ذهاب النجوم .

فعلى ذلك قوله تعالى : { وأدبار السجود } أي سبّحه بعد ذهاب سجود الظلال . فكذلك إنما يكون بعد ذهاب الشمس وغيبوبتها ، والله أعلم .


[19839]:ساقطة من الأصل وم.
[19840]:في الأصل وم: حيث.
[19841]:ساقطة من الأصل وم.