تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَمَا لَهُمۡ عَنِ ٱلتَّذۡكِرَةِ مُعۡرِضِينَ} (49)

الآية 49 : وقوله تعالى : { فما لهم عن التذكرة معرضين } فجائز أن يكون تأويله : مالهم معرضين عن ذكر ما لهم وعليهم وعما إليه مآبهم ومُتقلبهم ؟ وذلك يكون في الرسول وفي القرآن لأن كل واحد منهما يذكر للمرء مآله وعليه ، والله أعلم .

وجائز أن يكون تأويله : فمالهم عما به يشرف قدرهم ، ويصيرون به مذكورين في الملإ الأعلى معرضين ؟ وذلك يكون في طاعته والإقبال على عبادته ، وهو كقوله تعالى : { لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم }[ الأنبياء : 10 ] معناه أنكم تصيرون به مذكورين ، ويعظم قدركم لو اتبعتموه ، ولم تضيعوا حرمته .