تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّ عَلَيۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ} (17)

الآية 17 : وقوله تعالى : { إن علينا جمعه وقرآنه } لأنه قد سبق منا الوعد في الكتب المتقدمة بإنزال هذا القرآن وإرسال هذا الرسول . فعلينا إنجاز ذلك الوعد ووفائه ، أو علينا في حق الحكمة[ جمعه ]{[22797]} لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بتبليغ الرسالة ، ولا يتهيأ له ذلك إلا بعد أن يجمع له ، فيؤديه إلى الخلق ، ولأن الله تعالى حكيم في فعله ، وفعله موصوف بالحكمة ، وإن لم نعرف نحن وجه الحكمة في فعله .

وجائز أن يكون قوله تعالى : { إن علينا جمعه وقرآنه } في حق الرحمة والرأفة لا أن يكون ذلك حقا لهم قبله تعالى ، وهو كقوله تعالى : { ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك } إلى قوله{ إلا رحمة من ربك } [ الإسراء : 86 و87 ] فأخبر أنه أبقى القرآن ، ولم يذهب به رحمة منه عباده وفضلا .

وقوله تعالى : { وقرآنه } أي قراءته وتسميته قرآنا كما قيل في تأويل قوله : { وقرآنا فرقناه } [ الإسراء : 106 ] أي جعلناه فرقانا .


[22797]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل و م.