اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَمَا لَهُمۡ عَنِ ٱلتَّذۡكِرَةِ مُعۡرِضِينَ} (49)

قوله : { فَمَا لَهُمْ عَنِ التذكرة مُعْرِضِينَ } عن القرآن ، أي : فما لأهل «مكة » قد أعرضوا وولَّوا .

قال مقاتل : معرضين عن القرآن من وجهين :

أحدهما : الجحود والإنكار .

والثاني : ترك العمل بما فيه{[58590]} .

وقيل : المراد بالتذكرة : العظة بالقرآن ، وغيره من المواعظ .

و «مُعرِضيْنَ » حال من الضمير في الجار الواقع خبراً عن «ما » الاستفهامية ، وقد تقدم أن مثل هذه الحال تسمى حالاً لازمة وقد تقدم بحث حسن .

و «عن التذكرة » متعلق به .

قال القرطبي{[58591]} : «وفي " اللام " معنى الفعل ، فانتصاب الحال على معنى الفعل » .

قال ابن الخطيب{[58592]} : «هو كقولك : ما لك قائماً » .


[58590]:ينظر تفسير القرطبي(19/58).
[58591]:الجامع لأحكام القرآن 19/58.
[58592]:الفخر الرازي 30/186.