تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَءَاخَرُونَ ٱعۡتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمۡ خَلَطُواْ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَءَاخَرَ سَيِّئًا عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (102)

وقوله تعالى : ( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً ) قال عامة أهل التأويل : الآية نزلت في أبي لبابة وأصحابه [ لأنهم تخلفوا ][ في الأصل وم : تخلفون ] عن غزوة تبوك عن رسول الله ، فندموا على ذلك ، واعترفوا ، ورجعوا عن ذلك ، وتابوا ، فقبل الله توبتهم ، ووعد لهم المغفرة بقوله : ( عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .

وذكر في بعض القصة أنه لما رجع رسول الله عن غزوته تلك جاء هؤلاء الذين تخلفوا عنه بأموالهم إلى رسول الله ، فقالوا : يا رسول الله هذه أموالنا التي خلَّفَتْنا عنك ، فخذها ، فقال : لم أؤمر بذلك ، فنزل [ قوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ) وهذا الوعد لكل مسلم ارتكب ذنبا لم يخرجه من الإيمان ، ثم ندم على ذلك ، وتاب ، وترجَّى[ الواو ساقطة من الأصل وم ] ، والله أعلم ، أن يكون في عد هذه الآية لأنه ذكر المؤمنين ، وما هم عليه ، وذكر المنافقين وما هم عليه ، ثم ذكر الذين خلطوا أعمالهم الصالحة بأعمالهم السيئة ، ثم ندموا على ما فعلوا ، وتابوا . وعد الله لهم قبول التوبة والمغفرة .