وقوله تعالى : ( كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً ) يقول : كيف تعطون لهم العهد ؟ وكيف يستحقون العهد ؟ ( كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً ) ؟
وقال بعضهم : كيف لا تقاتلونهم ( وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً ) ؟ قال : الإل الله ، والذمة العهد . وقيل : إلال القرابة ، وقيل : الإل العهد والذمة . وكذلك ذكر في حرف حفصة ( لا يرقبوا فيكم ) عهدا ( ولا ذمة ) .
قال القتبي : الإل العهد ؛ قال : ويقال : القرابة ، وقال أبو عوسجة : الإل القرابة . وقال أبو عبيدة : الإل العهد ، والذمة التذمم . وقال ابن عباس : الإل عند الله بمنزلة جبريل ؛ يفسره عبد الله لما قيل : جبريل هو عبد الله .
وقيل : الإل الحرم ؛ يقول : كيف يعطونهم العهد ، وهم ( وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم ) القرابة ولا العهد ، ولا يرقبوا[ في الأصل وم : يرقبون ] الحرم فيكم ؟ وقد كانوا يحفظون في ما بينهم القرابة والرحم حتى يعاون بعضهم بعضا ، ويناصر ، إذا وقع بين قرابتهم ورحمهم وبين قوم آخرين مباغضة وعداوة ، وكانوا يرقبون حرم الله حتى لا يقاتلوا[ في الأصل وم : يقاتلون ] في الأشهر الحرم وعند المسجد الحرام ، وكانوا يحفظون العهود في ما بينهم من قبل ، ولا يرقبون فيكم ، ولا يحفظونها . هذا ، والله أعلم تأويل قوله : ( لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة ) وقد كانوا يرقبونه من قبل .
وقوله تعالى : ( يرضونكم بأفواههم ) بأنهم يوفون العهد ، ويحفظونه ( وتأبى قلوبهم ) إلا النقض .
وقوله تعالى : ( وأكثرهم فاسقون ) في نقض العهد . والفسق هو الخروج عن أمر الله كقوله ( ففسق عن أمر ربه )[ الكهف : 50 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.