القرآن الكريم - النكت و العيون للماوردي - تفسير سورة هود

{فَقَالَ ٱلۡمَلَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوۡمِهِۦ مَا نَرَىٰكَ إِلَّا بَشَرٗا مِّثۡلَنَا وَمَا نَرَىٰكَ ٱتَّبَعَكَ إِلَّا ٱلَّذِينَ هُمۡ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ ٱلرَّأۡيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمۡ عَلَيۡنَا مِن فَضۡلِۭ بَلۡ نَظُنُّكُمۡ كَٰذِبِينَ} (27)

قوله عز وجل : { وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَك إلاَّ الَّذينَ هُمْ أرَاذِلُنا } الأراذل جمع أرذل ، وأرذل جمع رذل ، والرذل الحقير ، وعنوا بأراذلهم الفقراء وأصحاب المهن المتضعة . { باديَ الرأي } أي ظاهر الرأي ، وفيه ثلاثة أوجه :

أحدها : إنك تعمل بأول{[1361]} الرأي من غير فكر ، قاله الزجاج .

الثاني : أن ما في نفسك من الرأي ظاهر ، تعجيزاً له ، قاله ابن شجرة . الثالث : يعني أن أراذلنا اتبعوك بأقل الرأي وهم إذا فكروا رجعوا عن إتباعك ، حكاه{[1362]} ابن الأنباري .

{ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنا مِن فَضْلٍ } يحتمل وجهين .

أحدهما : من فضل تفضلون به علينا من دنياكم . والثاني : من فضل تفضلون به علينا في أنفسكم .

[1361]:سقط من ق.

[1362]:هذا على قراءة من قرأ بادئ بالهمزة من بدأ بمعنى فعل أولا.

الآية السابقة الآية التالية