قوله عز وجل : { ويسبِّح الرعد بحمده } وفي الرعد قولان :
أحدهما : أنه الصوت المسموع ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " الرعد وعيد من الله فإذا سمعتموه فأمسكوا عن الذنوب " .
الثاني : أن الرعد ملك ، والصوت المسموع تسبيحه ، قاله عكرمة . { والملائكة مِن خيفته } فيه وجهان :
أحدهما : وتسبح الملائكة من خيفة الله تعالى ، قاله ابن جرير .
الثاني : من خيفة الرعد ، ولعله قول مجاهد .
{ ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء } اختلف فيمن نزل ذلك فيه على ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها نزلت في رجل أنكر القرآن وكذب النبي صلى الله عليه وسلم فأخذته صاعقة ، قاله قتادة .
الثاني : في أربد بن ربيعة وقد كان همّ بقتل النبي صلى الله عليه وسلم مع عامر بن الطفيل فتيبست يده على سيفه ، وعصمه الله تعالى منهما ، ثم انصرف فأرسل الله تعالى عليه صاعقة أحرقته . قال ابن جرير : وفي ذلك يقول أخوه لبيد :
أخشى على أربد الحتوف ولا *** أرهب نوء السِّماك والأسد
فجّعني البرق والصواعق بال***فارسِ يوم الكريمة النَّجُد{[1607]}
الثالث : أنها نزلت في يهودي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أخبرني عن ربك من أي شيء ، من لؤلؤ أو ياقوت ؟ فجاءت صاعقة فأخذته ، قال علي وابن عباس ومجاهد .
روى أبان عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تأخذ الصاعقة ذاكراً لله عز وجل {[1608]} " .
{ وهم يجادلون في الله } فيه وجهان :
أحدهما : يعني جدال اليهودي حين سأل عن الله : من أي شيء هو ؟ قاله مجاهد .
الثاني : جدال أربد فيما همّ به من قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن جريج .
{ وهو شديد المِحالِ } فيه تسعة تأويلات :
أحدها : يعني شديد العداوة ، قاله ابن عباس .
الثاني : شديد الحقد ، قاله الحسن .
الثالث : شديد القوة ، قاله مجاهد .
الرابع : شديد الغضب ، قاله وهب بن منبه .
الخامس : شديد الحيلة ، قاله قتادة والسدي .
السادس : شديد الحول ، قاله ابن عباس أيضاً .
السابع : شديد الإهلاك بالمحل وهو القحط ، قاله الحسن أيضاً .
الثامن : شديد الأخذ ، قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه . التاسع : شديد الانتقام والعقوبة ، قاله أبو عبيدة وأنشد لأعشى بني ثعلبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.