النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَٱصۡدَعۡ بِمَا تُؤۡمَرُ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِينَ} (94)

قوله عز وجل : { فاصدع بما تؤمر } فيه ستة تأويلات :

أحدها : فامضِ بما تؤمر ، قاله ابن عباس .

الثاني : معناه فاظهر بما تُؤمر ، قاله الكلبي . قال الشاعر :

ومَن صادعٌ بالحق يعدك ناطقٌ *** بتقوى ومَن إن قيل بالجوْر عيّرا

الثالث : يعني أجهر بالقرآن في الصلاة ، قاله مجاهد .

الرابع : يعني أعلن بما يوحى إليك حتى تبلغهم ، قاله ابن زيد .

الخامس : معناه افرق بين الحق والباطل ، قاله ابن عيسى .

السادس : معناه فرق القول فيهم مجتمعين وفرادى ، حكاه النقاش .

وقال رؤية : ما في القرآن أعْرَبُ من قوله : { فاصدع بما تؤمر } { وأعرض عن الجاهلين } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أنه منسوخ بقوله تعالى :{ فاقتلوا المشركين } [ التوبة :5 ] ، قاله ابن عباس .

الثاني : أعرض عن الاهتمام باستهزائهم .

الثالث : معناه بالاستهانة بهم ، قاله ابن بحر .

ثم فيه وجهان :

أحدهما : اصدع الحق بما تؤمر من إظهاره .

الثاني : اصدع الباطل بما تؤمر من إبطاله .