النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَتَىٰٓ أَمۡرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسۡتَعۡجِلُوهُۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ} (1)

مقدمة السورة:

مكية كلها في قول الحسن وعكرمة وجابر : وقال ابن عباس : هي مكية إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة وهي قوله : " ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا " إلى قوله : " ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون " نزلت بعد{[1]}

قوله تعالى : { أتى أمرُ الله فلا تستعجلوهُ } فيه ثلاثة تأويلات :

أحدها{[1709]} : أنه بمعنى سيأتي [ أمر ] الله تعالى .

الثاني : معناه دنا أمر الله تعالى .

الثالث : أنه مستعمل على حقيقة إتيانه في ثبوته واستقراره . وفي { أمر } أربعة أقاويل{[1710]} : أحدها : أنه إنذار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله أبو مسلم .

الثاني : أنه فرائضه وأحكامه ، قاله الضحاك .

الثالث : أنه وعيد أهل الشرك ونصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قاله ابن جريج .

الرابع : أنه القيامة ، وهو قول الكلبي . وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال لما نزلت : { أتى أمر الله } رفعوا رؤوسهم فنزل { فلا تستعجلوه } أي فلا تستعجلوا وقوعه .

وحكى مقاتل بن سليمان أنه لما قرأ جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم { أتى أمر الله } نهض رسول الله خوفاً من حضورها حتى قرأ { فلا تستعجلوه } .

ويحتمل وجهين :

أحدهما : فلا تستعجلوا التكذيب فإنه لن يتأخر .

الثاني : فلا تستعجلوا أن يتقدم قبل وقته ، فإنه لن يتقدم{[1711]} .


[1]:- ذكر العلماء لفاتحة الكتاب اثنى عشر اسما هي: فاتحة الكتاب وأم القرآن وأم الكتاب وسورة الصلاة وسورة الحمد والسبع المثاني والقرآن العظيم والشفاء والرقية والأساس والوافية والكافية، والحديث عند أبي داود رقم 1457 والترمذي رقم 3320.
[1709]:في ق: ثلاثة أقاويل.
[1710]:سقط من ق.
[1711]:سقط من ق.