النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ عَلَىٰ تَخَوُّفٖ فَإِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٌ} (47)

{ أو يأخذهم على تخوفٍ } فيه ستة أوجه :

أحدها : يعني على تنقص{[1726]} بأن يهلك واحد بعد واحد فيخافون الفناء ، قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك .

الثاني : على تقريع بما قدموه من ذنوبهم ، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً .

الثالث : على عجل ، وهذا قول الليث .

الرابع : أن يهلك القرية فتخاف القرية الأخرى ، قاله الحسن .

الخامس : أن يعاقبهم بالنقص من أموالهم وثمارهم ، قاله الزجاج{[1727]} . { فإن ربكم لرءُوف رحيم } [ أي لا يعاجل بل يمهل ] .


[1726]:التنقص والتخوف بمعنى واحد، يقال: تخوفني فلان حقي إذا تنقصك، قال ذو الرمة: لا بل هو الشوق من دار تخوفها *** مرا سحاب ومرا بارح ترب والبارح الترب: الربح الحارة في الصيف فيها تراب كثير. والتخوف بمعنى التنقص في لغة هذيل.
[1727]:ولم يذكر الوجه السادس.