تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ عَلَىٰ تَخَوُّفٖ فَإِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٌ} (47)

الآية : 47 ( وقوله تعالى ){[10180]} : { أو يأخذهم على تخوف } قال بعضهم : على تفزيع ، وقال ( بعضهم ){[10181]} على تنقيص من الأموال وغيره كقوله : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع } الآية ( البقرة : 155 ) وقال بعضهم : { أو يأخذهم على تخوف } أن يأخذ قرية فقرية وبلدة فبلدة حتى يأتي قريبا منهم ، ثم يأخذهم ؛ كلما أخذ قرية كان لهم من ذلك الخوف ؛ فذلك أخذ بتخوف ؛ وهو ما قال : { ولا يزال الذين كفروا يصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم } الآية ( الرعد : 31 ) وعد الله حلولا قريبا من دارهم ، كان يخوفهم حتى نزل بساحتهم ؛ فذلك أخذ بالتخويف يخبر أن عذابه لا يؤمن حلوله ، وأخذه إياهم في كل حال : في الحال التي ليس لهم أمن ولا خوف ، أي لم يغلب هذا ( على هذا ){[10182]} ، وفي الحال التي يكونون آمنين في تقلبهم وحوائجهم وفي الحال التي يكونون متخوفين .

وقوله تعالى : { فإن ربكم لرءوف رحيم } حين{[10183]} لم يستأصلكم ، ولم يأخذكم بما كان منكم من الافتراء على الله والتكذيب لرسله والمكابرة والمعاندة لآياته وحججه وقتئذ ، ولكن أمهلكم ، وأخر ذلك عنكم أو { لرءوف رحيم } إذا{[10184]} تبتم ، ورجعتم عما كان منكم ، يرحمكم الله ، ويغفر لكم ذلك .


[10180]:ساقطة من الأصل وم.
[10181]:ساقطة من الأصل وم.
[10182]:من م ساقطة من الأصل.
[10183]:في الأصل وم: حيث.
[10184]:أدرج قبلها في الأصل: حيث.