البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ عَلَىٰ تَخَوُّفٖ فَإِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٌ} (47)

وعلى تخوف على تنقص قاله : ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك .

وقال ابن قتيبة : يقال خوفته وتخوفته إذا تنقصته وأخذت من ماله وجسمه .

وقال الهيثم بن عدي : هو النقص بلغة أزد شنوءة .

وفي حديث لعمر أنه سأل عن التخوف ، فأجابه شيخ : بأنه التنقص في لغة هذيل .

وأنشده قول أبي كثير الهذلي :

تخوف الرجل منها تامكاً قرداً . . . ***كما تخوف عود النبعة السقر

وهذا التخوف بمعنى التنقص ، قيل : من أعماله ، وقيل : يأخذ واحداً بعد واحد ، ورويا عن ابن عباس .

وقال الزجاج : ينقص ثمارهم وأموالهم حتى يهلكهم .

وقيل : على تخوف ، على خوف أن يعاقبهم أو يتجاوز عنهم قاله قتادة .

وقال الزمخشري : على تخوف متخوفين ، وهو أن يهلك قوماً قبلهم فيتخوفوا ، فيأخذهم بالعذاب وهم متخوفون متوقعون ، وهو خلاف قوله : من حيث لا يشعرون انتهى .

وقاله الضحاك ، يأخذ قرية فتخاف القرية الأخرى .

وقال ابن بحر : على تخوف ضد البغتة أي : على حدوث حالات يخاف منها كالرياح والزلازل والصواعق ، ولهذا ختم بقوله تعالى : إن ربكم لرؤوف رحيم ، لأنّ في ذلك مهلة وامتداد وقت ، فيمكن فيه التلافي .

وقال الليث بن سعد : على تخوف على عجل .

وقيل : على تقريع بما قدّموه ، وهذا مروي عن ابن عباس .

ولما كان تعالى قادراً على هذه الأمور ولم يعاجلهم بها ناسب وصفه بالرأفة والرحمة .