النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلدِّينُ وَاصِبًاۚ أَفَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَتَّقُونَ} (52)

قوله تعالى : { . . . وله الدين واصباً }

في { الدين } هاهنا قولان :

أحدهما : أنه الإخلاص ، قاله مجاهد .

الثاني : أنه الطاعة ، قاله ابن بحر .

وفي قوله تعالى : { واصباً } أربعة تأويلات :

أحدها : واجباً ، قاله ابن عباس .

الثاني : خالصاً ، حكاه الفراء والكلبي .

الثالث : مُتعِباً ، والوصب : التعب والإعياء ، قال الشاعر{[1730]} :

لا يشتكي الساق مِن أين ولا وصَبٍ *** ولا يزال أمام القوم يقتَفِرُ

الرابع : دائماً ، قاله الحسن ومجاهد وقتادة والضحاك ، ومنه قوله تعالى : { ولهم عذاب واصب } [ الصافات : 9 ] أي دائم ، وقال الدؤلي :

لا أبتغي الحمد القليل بقاؤه *** يوماً بذم الدهر أجمع واصبا


[1730]:هو أعشي باهلة.