النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{قَالَ أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ لَئِنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٗا} (62)

قوله عز وجل : { . . . لأحتنكن ذُرِّيته إلاّ قليلاً } فيه ستة تأويلات : أحدها : معناه لأستولين عليهم بالغلبة ، قاله ابن عباس . الثاني : معناه لأضلنهم بالإغواء . الثالث : لأستأصلنهم بالإغواء . الرابع : لأستميلنهم ، قاله الأخفش . الخامس : لأقودنهم إلى المعاصي كما تقاد الدابة بحنكها إذا شد فيه حبل يجذبها وهو افتعال من الحنك إشارة إلى حنك الدابة . السادس : معناه لأقطعنهم إلى المعاصي ، قال الشاعر :

أشْكوا إليك سَنَةً قد أجحفت ***    جهْداً إلى جهدٍ بنا وأضعفت

واحتنكَتْ أَمْولُنا واجتلفت{[1804]} .


[1804]:اجتلفت: أذهبت.