بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَ أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ لَئِنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٗا} (62)

{ قَالَ أَرَءيْتَكَ هذا الذى كَرَّمْتَ عَلَىَّ } . في الآية مضمر ، معناه فلعنه الله تعالى . قال إبليس : أرأيتك هذا الذي لعنتني لأجله وفضلته عليَّ ؟ { لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إلى يَوْمِ القيامة } ، يعني : لئن أجلتني إلى يوم البعث . قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو ، ونافع { أَخَّرْتَنِى } بالياء عند الوصل ، وقرأ الباقون بغير ياء لأن الكسرة تقوم مقامه . ثم قال : { لأحْتَنِكَنَّ ذُرّيَّتَهُ } ، أي لأستزلنَّ ذريته . يقول : أطلب زلتهم ؛ وقال القتبي : لاستأصلنهم ، يقال : احتنك الجراد ما على الأرض ، إذا أكله كله ؛ ويقال : هو من حنك الدابة يحنكها حنكاً ، إذا شدّ في حنكها الأسفل حبلاً يقودها به ، أي لأقودنهم حيث شئت . { إِلاَّ قَلِيلاً } ؛ يعني : الأنبياء والمخلصين لله ، ويقال : إِلاَّ من عصمته مني .