التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{قَالَ أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ لَئِنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٗا} (62)

قوله تعالى { قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا }

أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله { لأحتنكن ذريته إلا قليلا } يقول لأستولين .

اخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله { لأحتنكن ذريته إلا قليلا } يعني : لأحتوين .

قال الشيخ الشنقيطي : وهذا الذي ذكر جل وعلا عن إبليس في هذه الآية من قوله { لأحتنكن ذريته } الآية ، بينه أيضا في مواضع أخر من كتابه كقوله { لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتيناهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن إيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين } وقوله { فبعزتك لأغوينهم أجمعين } إلى غير ذلك من الآيات كما تقدم إيضاحه في سورة النساء وغيرها ، وقوله في هذه الآية { إلا قليلا } بين المراد بهذه القليل في مواضع أُخر كقوله { لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين } وقوله { لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين } كما تقدم إيضاحه .