الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَ أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ لَئِنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٗا} (62)

قوله : { قال أريناك هذا الذي كرمت{[41367]} علي } [ 62 ] إلى قوله : { وكفى بربك وكيلا } [ 65 ] .

المعنى : قال إبليس أرأيتك يا رب هذا الذي كرمت علي . أي : فضلته علي وأمرتني بالسجود له { لئن أخرتني إلى يوم القيامة } [ 62 ] . أي : أخرت هلاكي إلى يوم القيامة ، يريد النفخة الثانية ، وهي التي لا يبقى بعدها أحد إلا الله جل ذكره ، فأتى الله [ سبحانه{[41368]} ] ذلك عليه . وقال إنك { من المنظرين إلى الوقت المعلوم }{[41369]} وهي : النفخة الأولى{[41370]} التي يموت فيها جميع الخلائق . وبين النفختين أربعون سنة .

قوله : { لأحتنكن ذريته إلا قليلا } [ 62 ] .

أي : لأستولين عليهم ، قاله : ابن عباس{[41371]} . وقال ابن زيد : لأحتنكن لأضلن{[41372]} . فهو مأخوذ من قولهم : احتنك الجراد الزرع . إذا ذهب{[41373]} به كله{[41374]} . وقيل هو من قولهم : حنك الدابة يحنكها إذا ربط حبلا{[41375]} في حنكها الأسفل وساقها ، حكاه ابن السكيت{[41376]} . وحكى : [ احتنك{[41377]} ] دابته بمعنى احنك ، فيكون المعنى على هذا الاشتقاق لأسوقنهم كيف شئت . وإنما قال إبليس هذا : لما قال الله [ عز وجل{[41378]} ] { إني جاعل في الأرض خليفة } .


[41367]:ط: أكرمت.
[41368]:ساقط من ق.
[41369]:الحجر: 38.
[41370]:ق: "إلى الأولى".
[41371]:انظر: قوله في معاني الفراء 2/127، وجامع البيان 15/117، ومعاني الزجاج 3/249، وإعراب النحاس 2/432، والجامع 10/186 والدر 5/311.
[41372]:انظر: قوله في جامع البيان 15/117، والجامع 10/186 والدر 5/312.
[41373]:ق: اذهب.
[41374]:انظر: اللسان (حنك).
[41375]:ق: حملا.
[41376]:انظر: غريب القرآن 258 والجامع 10/186، واللسان (حنك).
[41377]:ساقط من ق.
[41378]:ساقط من ق.