تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{قَالَ أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ لَئِنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٗا} (62)

ثم { قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي } وأمرتني بالسجود له { لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا } تفسير الحسن : لأهلكنهم بالإضلال { إلا قليلا } يعني : المؤمنين .

قال الحسن : وهذا القول ظن منه ، حيث وسوس إلى آدم فلم يجد له عزما أي : صبرا ، قال : بنو هذا في الضعف مثله .

قال محمد : تقول العرب : قد احتنكت السنة أموالهم ، إذا استأصلتها ، واحتنك فلان ما عند فلان من العلم ، إذا استقصاه .

وقوله : { أرأيتك } هو في معنى : أخبرني ، والجواب محذوف ، المعنى : أخبرني من هذا الذي كرمت علي وقد خلقتني من نار وخلقته من طين ؟ ! فحذف هذا ، لأن في الكلام دليلا عليه{[619]} .


[619]:قال ابن الجوزي: والجواب محذوف، والمعنى أخبرني عن هذا الذي كرمت على، لم كرمته على وقد خلقتني من نار وخلقته من طين، فحذف هذا لأن في الكلام دليلا عليه (زاد المسير 5/ 57).