النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلِكُلّٖ وِجۡهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَاۖ فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ أَيۡنَ مَا تَكُونُواْ يَأۡتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًاۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ} (148)

قوله تعالى : { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا } يعني ولكل أهل ملة من سائر الملل وجهة هو مولِّيها . وفيه قولان :

أحدهما : قبلة يستقبلونها ، وهو قول ابن عباس وعطاء والسدي .

والثاني : يعني صلاة يصلونها ، وهو قول قتادة .

وفي قوله تعالى : { هُوَ مُوَلِّيها } قولان :

أحدهما : أن أهل كل وجهة هم الذين يَتَوَلَّونَهَا ويستقبلونها .

والثاني : أن أهل كل وجهةٍ الله تعالى هو الذي يوليهم إليها ويأمرهم باستقبالها ، وقد قرئ { هُوَ مَوْلاها } وهذا حسن يدل على الثاني من القولين .

{ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ } فيه تأويلان :

أحدهما : معناه فسارعوا إلى الأعمال الصالحة ، وهو قول عبد الرحمن بن زيد .

والثاني : معناه : لا تُغلَبوا على قبلتكم بما تقول اليهود من أنكم إذا اتبعتم قبلتهم اتبعوكم ، وهذا قول قتادة .

{ . . . يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً } إلى الله مرجعكم جميعاً ، يعني يوم القيامة .

{ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } يعني على إعادتكم إليه أحياء بعد الموت والبلى .