النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقۡرِضُ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا فَيُضَٰعِفَهُۥ لَهُۥٓ أَضۡعَافٗا كَثِيرَةٗۚ وَٱللَّهُ يَقۡبِضُ وَيَبۡصُۜطُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (245)

قوله عز وجل : { مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهُ قَرْضاً حَسَناً } فيه تأويلان :

أحدهما : أنه الجهاد ، وهو قول ابن زيد .

والثاني : أبواب البر ، وهو قول الحسن ، ومنه قول الشاعر{[387]} :

وإذا جُوزِيتَ قَرضاً فاجْزِه *** إنما يجزي الفتى ليس الجمل

قال الحسن : وقد جهلت اليهود لما نزلت هذه الآية فقالوا : إن الله يستقرض منا ، فنحن أغنياء ، وهو فقير ، فأنزل الله تعالى :

{ لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنحَنْ أَغْنِيَاءُ }{[388]} . قوله تعالى : { فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً } فيه قولان :

أحدهما : سبعمائة ضعف ، وهو قول ابن زيد .

والثاني : لا يعلمه أحد إلا الله ، وهو قول السدي .

{ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ } فيه تأويلان :

أحدهما : يعني في الرزق ، وهو قول الحسن وابن زيد .

والثاني : يقبض الصدقات ويبسط الجزاء ، وهو قول الزجاج .


[387]:- هو لبيد بن ربيعة.
[388]:- الآية 181 من سورة آل عمران.