قوله عز وجل : { لِلْفُقَرَآءِ الَّذِينَ أُحْصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ } قيل هم فقراء المهاجرين ، وفي أحصروا أربعة أقاويل :
أحدها : أنهم منعوا أنفسهم من التصرف للمعاش خوف العدو من الكفار ، قاله قتادة ، وابن زيد .
والثاني : منعهم الكفار بالخوف منهم ، قاله السدي .
والثالث : منعهم الفقر من الجهاد .
والرابع : منعهم التشاغل بالجهاد عن طلب المعاش{[458]} .
{ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ } فيه قولان :
أحدهما : يعني تصرفاً ، قاله ابن زيد .
والثاني : يعني تجارة ، قاله قتادة ، والسدي .
{ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ } يعني من قلة خبرته بهم ، ومن التعفف : يعني من التقنع والعفة والقناعة .
{ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ } السمة : العلامة ، وفي المراد بِهَا هُنَا قولان :
أحدهما : الخشوع ، قاله مجاهد .
والثاني : الفقر ، قاله السدي .
{ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً } فيه وجهان :
والثاني : أنه الاشتمال{[459]} بالمسألة ، ومنه اشتق اسم اللحاف . فإن قيل : فهل كانوا يسألون غير إلحاف ؟ قيل : لا ؛ لأنهم كانوا أغنياء من التعفف ، وإنما تقدير الكلام لا يسألون فيكون سؤالهم إلحافاً .
قال ابن عباس [ نزلت ] في أهل الصُفَّة من المهاجرين : لم يكن لهم بالمدينة منازل ولا عشائر وكانوا نحو أربعمائة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.