النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ عَاصِفَةٗ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦٓ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَاۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيۡءٍ عَٰلِمِينَ} (81)

قوله عز وجل : { وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً } معناه وسخرنا لسليمان الريح ، والعصوف شدة حركتها ، والعصف التبن ، فسمى به شدة الريح لأنها تعصفه لشدة تكسيرها{[1984]} له .

{ تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } هي أرض الشام ، وفي بركتها ثلاثة أقاويل :

أحدها : بمن بعث فيها من الأنبياء .

الثاني : أن مياه أنهار الأرض تجري منها .

الثالث : بما أودعها الله من الخيرات . قاله قتادة : ما نقص من الأرض زيد في أرض الشام ، وما نقص من الشام زيد في فلسطين ، وكان يقال هي أرض المحشر والمنشر .

وكانت{[1985]} الريح تجري بسليمان وأصحابه إلى حيث شاء . قال مقاتل : وسليمان أول من استخرج اللؤلؤ بغوص الشياطين .


[1984]:تكسيرها: أورد القرطبي عبارة المؤلف هنا لكنه قال بشدة تطييرها.
[1985]:وكانت: في الأصل وكان ومعروف أن الريح مؤنث، قال تعالى: وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية.