فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَلِسُلَيۡمَٰنَ ٱلرِّيحَ عَاصِفَةٗ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦٓ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِي بَٰرَكۡنَا فِيهَاۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيۡءٍ عَٰلِمِينَ} (81)

{ ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها }

{ عاصفة } شديد الهبوب .

ومثلما أنطقنا الجبال والطير بالتسبيح مع داود { . . وألنا له الحديد . أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا . . ){[2173]} ، وسخرنا لسليمان الريح { . . تجري بأمره رخاء حيث أصاب ){[2174]} ، وتسرع في هبوبها وتشتد حتى تعصف حين يبتغيها مسرعة ، فهي لينة ، وحينا لينة وحينا مسرعة حسبما يأمرها{[2175]} عبدنا ونبينا سليمان ، فقد ذللناها له وطوّعناها ؛ يقول الله جل ثناؤه : { ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر . . ){[2176]}والأرض المباركة : أرض الشام ؛ تجري به الريح وبأصحابه إلى حيث أراد ، ثم ترده إلى الشام ، { وكنا بكل شيء عالمين } أحاط علمنا بكل شيء ، فأوجدناه على علم ، ودبرناه بحكمة ، وسخرناه باقتدار .


[2173]:سورة سبأ. من الآية10 والآية 11.
[2174]:سورة ص. من الآية36.
[2175]:روى أنه كان إذا أراد أن يغزوا أمر بخشب فمدت ورفع عليها الناس والدواب وآلة الحرب، ثم أمر العاصفة فأقلت ذلك، ثم أمر الرخاء فمرت به شهرا في رواحه وشهرا في غدوه.
[2176]:سورة سبأ. من الآية 12.