النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّكُمۡ وَمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمۡ لَهَا وَٰرِدُونَ} (98)

قوله تعالى : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : وقود جهنم ، وهو قول ابن عباس .

الثاني : معناه حطب جهنم ، وقرأ علي بن أبي طالب وعائشة : حطب جهنم .

الثالث : أنهم يُرمَون فيها كما يُرْمَى بالحصباء ، حتى كأن جهنم تحصب بهم ، وهذا قول الضحاك ، ومنه قول الفرزدق :

مستقبلين شمال الشام يضربنا *** بحاصب كنديف القطن منثور{[1997]}

يعني الثلج . وقرأ ابن عباس : حضب جهنم ، بالضاد معجمة . قال الكسائي : حضبت النار بالضاد المعجمة إذا أججتها فألقيت فيها ما يشعلها من الحطب .


[1997]:يصف الشاعر نزول الثلج عليهم.