الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَمَكَثَ غَيۡرَ بَعِيدٖ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ وَجِئۡتُكَ مِن سَبَإِۭ بِنَبَإٖ يَقِينٍ} (22)

قالوا : ثم سأله فقال : ما الذي أبطا بك عنّي ؟ فقال الهدهد : ما أخبَر الله في قوله { فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ } قراءة العامّة بضم الكاف ، وقرأ عاصِم ويعقوب وأبو حاتم بفتحه وهما لغتان مشهورتان .

{ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } علمتُ ما لم تعلم { وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ } قرأ الحسن وأبو عمرو وابن أبي إسحاق وحميد وابن كثير في رواية البزي من سَبأ ولسبأ مفتوحة الهمزتين غير مصروفة ، ردّوها الى القبيلة ، وهي اختيار أبي عُبيد ، وقرأ الباقون بالجرّ ، جعلوه اسم رجل وبه نطق الخبر أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن سبأ فقال : كان رجلاً له عشرة من البنين يتيامن من ستة ويتشاءم من أربعة ، وسنذكر أسماءهم وقصتهم في سورة سبأ إن شاء الله عزّ وجل ، وقال الشاعر :

الواردون وتيم في ذرى سبا *** قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس

{ بِنَبَإٍ } بخبر { يَقِينٍ } لا شكَّ فيه .

قال وهب : قال الهدهد : إنّي أدركت ملكاً لم يبلغه مُلكك .