النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۘ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (88)

قوله تعالى : { . . . كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إلاَّ وَجْهُهُ } فيه ستة تأويلات :

أحدها : معناه إلا هو ، قاله الضحاك .

الثاني : إلا ما أريد به وجهه ، قاله سفيان الثوري .

الثالث : إلا ملكه ، حكاه محمد بن إسماعيل البخاري .

الرابع : إلا العلماء فإن علمهم باق ، قاله مجاهد .

الخامس : إلا جاهه كما يقال لفلان وجه في الناس أي جاه ، قاله أبو عبيدة .

السادس : الوجه العمل ومنه قولهم : من صلى بالليل حسن وجهه بالنهار أي عمله . وقال الشاعر :

أستغفر الله ذنباً لست محصيه *** ربّ العباد إليه الوجه والعمل

{ لَهُ الْحُكْمُ } فيه وجهان :

أحدهما : القضاء في خلقه بما يشاء من أمره ، قاله الضحاك وابن شجرة .

الثاني : أن ليس لعباده أن يحكموا إلا بأمره ، قاله ابن عيسى .

{ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } يوم القيامة فيثيب المحسن ويعاقب المسيء ، والله أعلم .