البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۘ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (88)

ومعنى : { إلا وجهه } : إلا إياه ، قاله الزجاج .

وقال مجاهد ، والسدي : هالك بالموت إلا العلماء ، فإن علمهم باق . انتهى .

ويريدون إلا ما قصد به وجهه من العلم ، فإنه باق .

وقال الضحاك : إلا الله عز وجل ، والعرش ، والجنة ، والنار .

وقيل : ملكه ، ومنه : { لمن الملك اليوم } وقال أبو عبيدة : المراد بالوجه : جاهه الذي جعله في الناس .

وقال سفيان الثوري : إلا وجهه ، ما عمل لذاته ، ومن طاعته ، وتوجه به نحوه ، ومنه قول الشاعر :

رب العباد إليه الوجه والعمل . . .

وقوله : يريدون وجهه .

{ له الحكم } : أي فصل القضاء .

{ إليه ترجعون } : أي إلى جزائه .

وقرأ عيسى : ترجعون ، مبنياً للفاعل ؛ والجمهور : مبنياً للمفعول .