فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۘ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (88)

{ وَلاَ تَدْعُ مَعَ الله إلها ءَاخَرَ } فإنه تعريض لغيره . ثم وحد سبحانه نفسه ، ووصفها بالبقاء والدوام ، فقال : { لاَ إله إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْء } من الأشياء كائناً ما كان { هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } أي إلاّ ذاته . قال الزجاج : وجهه منصوب على الاستثناء ، ولو كان في غير القرآن كان مرفوعاً بمعنى كلّ شيء غير وجهه هالك ، كما قال الشاعر :

وكلّ أخ مفارقه أخوه *** لعمر أبيك إلاّ الفرقدان

والمعنى كلّ أخ غير الفرقدين مفارقه أخوه . { لَهُ الحكم } أي القضاء النافذ يقضي بما شاء ، ويحكم بما أراد { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } عند البعث ؛ ليجزي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته ، لا إله غيره سبحانه وتعالى .

/خ88