لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَۘ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ كُلُّ شَيۡءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجۡهَهُۥۚ لَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ} (88)

{ ولا تدع مع الله إلهاً آخر } معناه أنه واجب على الكل إلا أنه خاطبه به مخصوصاً لأجل التعظيم . فإن قلت النبيّ صلى الله عليه وسلم كان معصوماً من أن يدعو مع الله إلهاً آخر فما فائدة هذا النهي . قلت الخطاب معه والمراد به غيره وقيل معناه لا تتخذ غيره وكيلاً على أمورك كلها ولا تعتمد على غيره { لا إله إلا هو كل شيء هالك } أي فانٍ { إلا وجهه } أي إلا هو والوجه يعبر به عن الذات وقيل معناه إلا ما أريد به وجهه لأن عمل كل شيء أريد به غير الله فهو هالك { له الحكم } أي فصل القضاء بين الخلق { وإليه ترجعون } أي تردون في الآخرة فيجزيكم بأعمالكم والله أعلم بمراده .