قوله عز وجل :{ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ } الآية في مقام إبراهيم أثر قدميه وهو حجر صلد ، والآية في غير المقام : أمن الخائف ، وهيبة البيت وامتناعه من العلو عليه ، وتعجيل العقوبة لمن عتا فيه ، وما كان في الجاهلية من أصحاب الفيل .
{ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً } معناه أنه عطف عليه قلوب العرب في الجاهلية فكان الجاني إذا دخله أمِنَ .
أحدهما : أنه آمن من النار ، وهذا قول يحيى بن جعدة .
والثاني : من القتال بحظر الإيجال{[570]} على داخليه ، وأما الحدود فتقام على من جنى فيه .
واختلفوا في الجاني إذ دخله في إقامة الحد عليه فيه قولان :
أحدهما : تقام عليه ، وهو مذهب الشافعي .
والثاني : لا تقاوم حتى يُلجأ إلى الخروج منه ، وهو مذهب أبي حنيفة .
{ وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً } وفي الاستطاعة ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنها بالمال ، وهي الزاد والراحلة ، وهو قول الشافعي .
والثاني : أنها بالبدن ، وهو قول مالك .
والثالث : أنها بالمال والبدن{[571]} ، وهو قول أبي حنيفة .
{ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ } وفيه ثلاثة تأويلات{[572]} :
أحدها : يعني [ من كفر ]{[573]} بفرض الحج فلم يره واجباً ، وهو قول ابن عباس .
والثاني : هو {[574]}لا يرى حَجَّهُ براً ولا تركه مأثماً ، وهو قول زيد بن أسلم . والثالث : اليهود ، لأنه لما نزل قوله تعالى :
{ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنهُ } فقالواْ نحن مسلمون فأُمِرُوا بالحج فلم يحجوا ، فأنزل الله هذه الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.