النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَن تَنَالُواْ ٱلۡبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَۚ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيۡءٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٞ} (92)

قوله تعالى : { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون } في البر ثلاثة تأويلات :

أحدهما : أن البر ثواب الله تعالى .

والثاني : أنه فعل الخير الذي يستحق به الثواب .

والثالث : أن البر الجنة ، وهو قول السدي .

وفي قوله تعالى : { حَتَّى تُنفِقُواْ } ثلاثة أقاويل :

أحدها : في{[562]} الصدقات المفروضات ، وهو قول الحسن .

والثاني : في جميع الصدقات فرضاً وتطوعاً ، وهو قول ابن عمر .

والثالث : في سبيل الخير{[563]} كلها من صدقة وغيرها .

روى عمرو بن دينار قال : لما نزلت هذه الآية { لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } جاء زيد بن حارثة بفرس له يقال لها ( سَبَل ) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : تَصَدَّقْ بهذه يا رسول الله ، فأعطاها ابنه أسامة ، فقال : يا رسول الله إنما أردت أن أتصدق بها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قَدْ قُبِلَتْ صَدَقَتُك " .


[562]:- سقطت من ك.
[563]:- سقطت من ك.