النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لَّا جُنَاحَ عَلَيۡهِنَّ فِيٓ ءَابَآئِهِنَّ وَلَآ أَبۡنَآئِهِنَّ وَلَآ إِخۡوَٰنِهِنَّ وَلَآ أَبۡنَآءِ إِخۡوَٰنِهِنَّ وَلَآ أَبۡنَآءِ أَخَوَٰتِهِنَّ وَلَا نِسَآئِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّۗ وَٱتَّقِينَ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدًا} (55)

قوله عز وجل : { لاَّ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِّي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنائِهِنَّ } فيه قولان :

أحدهما : لا جناح عليهن في ترك الحجاب ، قاله قتادة .

الثاني : في وضع الجلباب ، قاله مجاهد .

{ وَلاَ إخْوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ إخَوَانِهِنَّ وَلا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ } قال الشعبي لم يذكر العم لأنها تحل لابنه فيصفها له .

{ وَلاَ نِسَائِهِنَّ } فيه وجهان :

أحدهما : يعني النساء المسلمات دون المشركات ، قاله مجاهد .

الثاني : أنه في جميع النساء .

{ وَلاَ مَا مَلََكَتْ أَيْمَانُهُنَّ } فيه قولان :

أحدهما : الإماء دون العبيد ، قاله سعيد بن المسيب .

الثاني : أنه عام في الإماء والعبيد . واختلف من قال بهذا فيما أبيح للعبد على قولين :

أحدهما : ما أبيح لذوي المحارم من الآباء والأبناء ما جاوز السرة وانحدر عن الركبة لأنها تحرم عليه كتحريمها عليهم .

الثاني : ما لا يواريه الدرع من ظاهر بدنها ، قاله إبراهيم . لأن العبد وإن حرم في الحال فقد يستباح بالعتق في ثاني حال . وسبب نزول هذه الآية ما حكاه الكلبي أنه لما نزل في آية الحجاب { وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مَن ورَاءِ حَجَابٍ } قام الآباء والأبناء وقالوا يا رسول الله نحن لا نكلمهن أيضاً إلا من وراء حجاب ، فنزلت هذه الآية .